photo by Nadine Shaabana in unsplash |
من المألوف أن يتمتع الإنسان بطبيعة تجعله يفضل البقاء في منطقة الراحة و الأمان، حيث يشعر بالارتياح و الاستقرار و لا توجد أي ضغوطات على الإطلاق . و لكن، إستقرارك في هذه المنطقة لفترة طويلة جدًا سيمنعك من تحقيق أهدافك و نموك الشخصي. ، عندها ستبدأ بالشعور بالملل و الاستياء، و أحيانًا تشعر بأنك محاصر في روتين لا تستطيع الهروب منه. إن الخروج من منطقة الراحة يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا، لكنه ضروري لتحقيق النجاح و النمو الشخصي. إذا لم تبذل جهدًا للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، فسوف تعيش حياة غير مُرضية، و لن تصبح الشخص الذي تريد أن تصبحه.
صعوبة مغادرة منطقة الراحة
الأشخاص الذين يقررون مغادرة منطقة راحتهم يسيرون دائما مباشرة في الفراغ، الفراغ خارج منطقة الأمان الخاصة بهم، يتجهون نحو العدم حيث تكمن المخاطر، و المجهول حيث تولد المخاوف و تختبر الشجاعة. هذا هو العالم خارج منطقة الراحة.
معظم الناس يعتبرون حافة منطقة الراحة بمثابة جدار عملاق من الظلال، عند النظر إليه، لا يمكنك رؤية ما هو أبعد منه حتى شبر واحد، و وضع يدك على هذا الحائط سيشعرك بالخوف، لأنه لا توجد لديك أي فكرة عما يوجد على الجانب الآخر. و في هذه المرحلة، عادة ما يكون عقلك جامحا، يأخذ خيالك في دوامة سلبية ليحاول منعك من إستكشاف خارج ما تعرفه، هذا هو السبب في أن معظم الناس لا يتجاوزون منطقة راحتهم أبدًا.
منطقة راحتهم هي منطقة الأمان الخاصة بهم و سوف يفكرون مع أنفسهم حتى يقنعوا أنفسهم بعدم تركها. المرة الوحيدة التي يخطو فيها الشخص العادي إلى الخارج هي عندما يجعل كل ما هو موجود داخل منطقة راحته لا قيمة له، لكي يستطيع مواجهة هذا الجدار.
أما الشخص الناجح يظهر شجاعته في مواجهة المجهول، سيحاول التقدم، و غالبا ما سيجد تحديات لا حصر لها، و تجارب جديدة، و مواقف غير مألوفة خلف هذا الجدار ستختبر قيمته، و ما عليه فعله هو تطبيق المهارات التي اكتسبها في العالم الحقيقي.
سيتعرض للإخفاقات أكثر من عدد النجوم في السماء، و عدم راحة لا تنتهي أبدًا، و كل هذا يتطلب قدرا هائلاً من الشجاعة للإستمرار. لكن في كل ثانية يقفون فيها خارج منطقة راحتهم فإنهم ينمون فيها. وسيتعلمون كيف يشعرون بالارتياح عندما يكونون غير مرتاحين.
فوائد مغادرة منطقة الراحة
إن البشر مجبرون على الخوف من المجهول، ولكن إعتناقه يمكن أن يؤدي إلى : زيادة ثقتك بنفسك، تُرقي مهاراتك في حل المشكلات التي تواجهها، تعزز من مرونتك، تتعرض لأفكار و تجارب جديدة ...
في نهاية المطاف، فإن المخاطرة تدفعنا إلى تحسين ذواتنا و تساعدنا على النمو و الإزدهار كأفراد. و من أكبر مكاسب المخاطرة : التعزيز الهائل الذي توفره للثقة بالنفس، فمن المؤكد أن الخروج من منطقة الراحة يمكن أن يكون أمرا مرعبا تماما، و لكن كل مخاطرة نقوم بها هي رحلة لإكتشاف الذات و من فوائدها :.
1.التغلب على المخاوف و زيادة الثقة بالنفس :
عندما نواجه مخاوفنا و نثق بذواتنا، فهذا يؤكد أننا أقوى و أشجع مما كنا نتصور. في كل مرة نتغلب فيها على خطر ما، ينمو إحساسنا بقيمتنا الذاتية، مما يزيد من ثقتنا بأنفسنا.
2. بناء المرونة و القدرة على التكيف
إن المخاطرة تثمر فيك المرونة العقلية التي تجعلك شخصا أقوى و تزيد من قدرتك على التكيف، و هي الصفات التي تزودنا بالقدرة على التنقل بشكل أفضل في منعطفات الحياة غير المتوقعة.
3. توسيع منطقة الراحة و اكتشاف فرص جديدة
وأخيرًا، من خلال المخاطرة، ندفع أنفسنا لإتكشاف الحياة خارج منطقة راحتنا، مما يؤدي إلى إكتشاف فرص جديدة وسبل غير ظاهرة لنا حاليا للنمو الشخصي.
4. مساعدتك على النمو كشخص :
بمجرد خروجك من منطقة راحتك، ستبدأ في الإنخراط في أنشطة جديدة تسمح لك بخوض تجارب جديدة أكثر فائدة، مما يعني مساعدتك على تطوير ذاتك و نموها.
يعد ترك منطقة الراحة مهمة ضرورية إذا كنت ترغب في النمو و تحقيق أهدافك. فالأمر غير مريح لكن نأمل أن تحفزك فوائده التي ذكرناها على القيام به. تعامل مع الأمر بهدوء، و حاول القيام كل يوم بشيء واحد لا ترتاح للقيام به.
حظا سعيدا في رحلتك لتطوير ذاتك!.
أكتب تعليقاً إذا كان لديك أي تساؤل عن الموضوع :