لماذا نحن نماطل ؟؟؟
هل تعرف هذا الإحساس الذي يجعلك تشعر بالرغبة في القيام بمهام أو واجبات مهمة في حياتك لكن تقوم بتأجيلها إلى وقت آخر بدون سبب مقنع يبرر هذا التأجيل ، نعم إنها المماطلة ( أو التسويف ) . تعتبر من أسوء السلوكات الإنسانية يمكن أن تؤثر سلباً على الفرد و تدمر أدائه في العديد من المجالات. و أسباب المماطلة متنوعة و معقدة ، و تشمل عوامل نفسية و اجتماعية. لماذا نماطل ؟ هل لأننا كسولين ؟ في هذا المقال، سنلقي نظرة على مفهوم المماطلة و أسبابها و أنواعها ؟ و بعض النصائح المهمة حول كيفية تجنبها.
معنى المماطلة :
المماطلة هي عملية تأجيل القيام بالأعمال أو الواجبات التي ينبغي أداؤها في وقت معين. عندما يتخذ الفرد قرارًا بتأجيل المهام الضرورية بشكل متكرر و بدون سبب مقنع، فإنه يعاني من مشكلة المماطلة.
إن المماطلة ليست هي تأجيل القيام بمهمة ما بدافع أنك تريد جمع المزيد من المعلومات ، أو تريد التكلم إلى أشخاص للإستفادة من تجاربهم قبل العمل على مهمتك، أو لديك شيء عاجل عليك إتمامه قبل إنجاز هذه المهمة.
عندما تماطل، فأنت تعلم أن تأجيل القيام بهذه المهمة ربما ليست فكرة جيدة. لكنك بالرغم من ذلك ما زلت تفعل ذلك.
و بالتالي، يمكننا النظر على أن المماطلة سلوك غير عقلاني، حيث أنك تأجل عمل مهم على الرغم من معرفتك أن القيام بذلك سيكون له عيوب و آثار سلبية عليك بالمستقبل.
أسباب المماطلة:
تشير بعض الدراسات إلى أن المماطلة تؤثر بشكل مزمن على حوالي 15٪ حتى 25٪ من البالغين . و أكثر ضحايا هذا السلوك المذمر هم الطلاب حيث تزداد نسبة الطلاب المماطلين إلى أكثر من 80٪ . ما الذي يدفع هؤلاء إلى المماطلة ؟
الغريب في الأمر بعض الدراسات و الأبحاث وجدت أن العوامل التي تجعل الناس تماطل غير مرتبطة بالكسل أو ضبط النفس. المماطلة ليست لها علاقة بقدرتك على إدارة وقتك خلافاً للإعتقاد السائد ، بل هي مشكلة في تنظيم العواطف و المشاعر.
المماطلة مرتبطة بالأداء السلبي و المخاطر على الصحة العقلية. مما يميل الأشخاص الذين يماطلون إلى الإصابة بمستويات عالية من القلق بالإضافة إلى ضعف التحكم في الانفعالات.
أنت تماطل لأنك تعطي الأولوية لمشاعرك السلبية على إكمال المهمة التي بين يديك،
كل المهام المملة أو المهام المزعجة أو المهام التي هدفها مجهول قد تسبب مشاعر سلبية، و إذا أعطيت لمشاعرك السلبية السيطرة على إكمال مثل هذه المهام فكن على يقين لن تنجزها ،
إذاً لماذا نماطل؟
على الرغم من أن المماطلة تؤدي إلى مزيد من التوتر على المدى الطويل، إلا أن الناس قد يؤخرون العمل معتقدين أنهم سيشعرون بالتحسن على المدى القصير.
تظهر الدراسات باستمرار أن مستويات التوتر تكون مرتفعة دائماً نتيجة المماطلة.
هناك عدد من الأسباب التي قد تجعلك المماطلة :
الشعور بالملل :
من المنطقي أنه إذا كنت ترى أن النشاط الذي ستقوم به ممل أو غير سار، فمن المرجح أن تؤجله إلى وقت لاحق.
عدم الإيمان بقدراتك :
عند إفتقارك إلى الثقة في قدراتك من أسباب المماطلة. إن الإيمان بقدرتك على تنفيذ المهام أمر ضروري لأداء عملك. إذا كان إحساسك بالكفاءة الذاتية منخفضًا، فمن غير المرجح أن تبدأ مهمة ما أو تنجزها.
الخوف و القلق:
قد تماطل أيضاً بسبب الخوف. على سبيل المثال، قد تقوم بتأخير الإختبارات الطبية الأساسية لأنك تخشى التشخيص. كلما زاد القلق الذي نشعر به بشأن مهمة ما، زاد إحتمال تأجيلها إلى وقت لاحق.
مستوى التوتر لا يزداد لديك عند القيام بذلك فحسب، بل هناك خطر على الصحة البدنية بسبب مرض غير مكتشف وغير معالج.
يمكن أن يلعب القلق الاجتماعي دورًا أيضًا، مما يؤدي الخوف من الحكم عليك أو الإحراج إلى تأجيل جدولة الاجتماعات أو إكمال المشاريع.
الكمالية :
الكمالية يمكن أن تلعب دورا في المماطلة. قد يؤخر الأشخاص المهام التي يعتقدون أنهم لن يؤديوها جيدًا أو أنهم سيفشلون تمامًا. و قد يحاولون تأجيل مهمة ما حتى يشعرون فجأة بمزيد من الإلهام أو أن تكون لديهم فكرة أفضل، على الرغم من أن الإلهام من المرجح أن يأتي بمجرد أن يبدأ الشخص المهمة.
للتغلب على المماطلة، يجب على الفرد العمل على تحسين تنظيم الوقت و زيادة الحماس و إدارة الضغوط النفسية و زيادة الثقة بالنفس. كما يمكن استخدام تقنيات مثل وضع أهداف وإنشاء جداول زمنية و تطوير مهارات إدارة الضغط للتغلب على التسويف و زيادة الإنتاجية.
( كل هذا سنعرفه في المقال التالي عن كيفية التغلب على المماطلة )
أكتب تعليقاً إذا كان لديك أي تساؤل عن الموضوع :